مراحل التصميم الثلاثة

مراحل التصميم الثلاثة 

وللوصل الى “الملائمة التصميمية” يمر التصميم بمراحل ثلاثة هى: التحليل والتركيب والتقييم.

 التحليل

يقوم المعمارى بالبحث وجمع المعلومات فى كل ما يتعلق بالمشروع المراد تصميمه – وهى مرحلة تعرف بمرحلة “ما قبل التصميم” – للتعرف على جميع محدداته المكانية والوظيفية والإنسانية. يجب التأكد من الوصول الى جميع المعلومات المتعلقة بالمشروع وفهمها واستيعابه بشكل كامل ومراجعتها مع العميل والمستعمل والمستخدم والمتخصصين قبل الشروع فى وضع تصورات مبدئية للتصميم. فمشاركة جميع من لهم علاقة بالمشروع من البداية يوفر الكثير من الوقت فى النهائية حيث تكون احتياجات جميع من لهم علاقة بالمشروع محل اعتبار من البداية. تنبع جميع مشاكل عدم الملائمة التصميمية نتيجة عدم التعرف على محددات التصميم من البداية. يحتاج المصمم للعودة الى هذه الخطوة اذا فشل فى الوصول الى “الملائمة” التصميمية بعد مرحلة التركيب.

 التركيب

 يقوم المصمم فى هذه المرحلة بمحاولة التوصل الى الحل او الحلول الممكنة التى تحقق جميع اهداف المشروع واحتياجاته كلها فى تصور واحد متكامل يتكون من تركيبات مختلفة للأشكال والحجوم والمواد والألوان والتقنيات التى قد تكون مناسبة لتحقيق متطلبات المشروع. يعمد البعض الى تقديم مقترحات او بدائل (غالبا 3 او 5) للعميل او المقيم للاختيار منها.

يقوم البعض بمحاولة تحقيق العدالة فى تقييم هذه البدائل قبل تقديمها من خلال تقييمات رقمية او نسبية لما يحققه كل منها بالنسبة لمتطلبات المشروع. تتسم هذه العملية بمغالطات كثيرة اهمها انحياز المصمم لأحد هذه الحلول من البداية كحل مفضل عنده او المفاجاءة عند اختيار العميل اقل الحلول ملائمة من وجهة نظر المصمم نتيجة لتجربة شخصية او رأى شخصى.

وبالرغم من فائدة التقدم بحلول متعددة حيث انها توفر افاق ومجالات للتفكير والتعرف على حلول ومشكلات مختلفة الا انها تتسم فى اغلب الاحيان (وخاصة فى مشروعات الطلبة) بالسطحية ومحاولة اداء الواجب وتقديم المطلوب بغرض “سد الخانة” فقط وليس حقيقة لاستكشاف حلول جديدة.

اذا لم يتم التوصل الى حل ملائم فقد تكون المشكلة فى عدم تقديم حلول ملائمة او عدم اعتبار بعض محددات التصميم وبالتالى تكون العودة لهذه الخطوة مطلوبة للوصول الحلول وتصورات اكثر نجاحا وملائمة.

 التقييم

تتم مرحلة التقييم من خلال اساتذة التصميم المعمارى او متخصصين او عملاء او مستعملين او مجموعة من كل هؤلاء تتسم بالنقد (المبالغ به فى بعض الاحيان او الغير مناسب فى احيان أخرى) ولكن فى جميع الاحوال هى مرحلة لا بد منها للحصول على الموافقة على التصميم المقترح.

قد تتم عملية التقييم من خلال بنود او عناصر محددة للتقييم او ان تتم بشكل شخصى منفرد. تؤثر طريقة تقديم المشروع وشخصية المقدم بشكل كبير على النتيجة النهائية، فقد يقوم بتقديم المشروع شخص غير متمرن او غير متمرس على عمليات التقديم وبالتالى يفتقد التقديم لعناصر التشويق او اجتذاب المستمعين.

قد تنتهى عملية التقييم بقبول المقترح بشكل كامل او اقتراح تعديلات او تغييرات او رفض المقترح تماما.

اذا تمت عملية التقييم على بدائل يتم اختيار احد البدائل او اقتراح ادماج بعض البدائل او كلها. تؤثر وسائل التقديم من رسومات وماكيتات و تصورات باستخدام الكمبيوتر فى الانطباع العام للمقيم عن المشروع. ويتأثر بهذه الوسائل الغير خبراء اكثر من غيرهم لما توفره هذه الوسائل من تصورات قريبة للواقع الذى يتفهمه غير المتخصصين.

اما المتخصصين فيركزون على المحتوى وتصوراتهم وخبراتهم المسبقة سوف يكون عليه المقترح بعد التنفيذ. كذلك يفر المتخصصين فى مدى معاصرة التصميم للاتجاهات المعمارية المعاصرة والبعد الفلسفى  للمشروع. لذلك نجد بعض التعارض فى تقييم العميل والمستعمل مع تقييمات المتخصصين.

بعد الانتهاء من عملية التقييم يقوم المصمم بالعودة مرة اخرى لمرحلى التحليل او التركيب او التقدم الى مرحلة تطوير التصميم وإدماج المتطلبات التخصصية الانشائية والتقنية والتنفيذية فى المقترح المقبول. لا تعتبر العودة لمرحلتى التحليل او التركيب بمثابة العودة الى نقطة الصفر حيث ان جميع ما مر به المصمم من خبرات وما حصل عليه من نقد وتقييم بمثابة اضافة لخبراته واختياراته المستقبلية.

يقترب المصمم من التصميم المقبول من خلال التحليل والتركيب والتقييم

جاهز لتحقيق أحلامك على أرض الواقع

لا تتردد في التواصل معنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!