مجلة المرأة اليوم: حوار ملهم مع المهندسة نرمين بليغ

في عدد مميز من مجلة المرأة اليوم صدر بتاريخ 6 مارس 2010، استضافت المجلة المهندسة البارزة نرمين بليغ في حوار شامل ومثير للإلهام. تناولت المقابلة العديد من الجوانب المهمة في حياة نرمين المهنية والشخصية، مسلطة الضوء على تجربتها الفريدة كامرأة في مجال الهندسة. فيما يلي نستعرض أبرز ما جاء في هذا اللقاء الحصري.

البدايات والتحديات الأولى

بدأت نرمين بليغ الحوار بالحديث عن بداياتها في عالم الهندسة. قالت: “منذ طفولتي، كنت مفتونة بكيفية عمل الأشياء من حولي. كنت دائمًا أفكك ألعابي لأرى ما بداخلها، وهو ما أثار حيرة والديّ في البداية.”

وأضافت فى مجلة المرأة اليوم: “عندما أعلنت رغبتي في دراسة الهندسة، واجهت بعض الاعتراضات من المحيطين بي. كان هناك اعتقاد سائد بأن الهندسة مجال للرجال فقط. لكن بفضل دعم والديّ وإصراري الشخصي، تمكنت من المضي قدمًا في هذا المسار.”

التعليم والتخصص

تحدثت نرمين فى مجلة المرأة اليوم عن تجربتها التعليمية قائلة: “درست الهندسة المدنية في جامعة القاهرة. كانت السنوات الأولى صعبة، خاصة مع قلة عدد الطالبات في الكلية. لكن مع مرور الوقت، أثبتنا نحن الفتيات قدرتنا على التفوق والإبداع في هذا المجال.”

وأضافت: “بعد التخرج، قررت التخصص في هندسة الإنشاءات. كان هذا المجال يمثل تحديًا إضافيًا، كونه من المجالات التي يهيمن عليها الرجال تقليديًا. لكنني رأيت فيه فرصة لإثبات الذات وكسر الصور النمطية.”

الحياة المهنية والإنجازات

انتقلت المقابلة مع مجلة المرأة اليوم، للحديث عن الحياة المهنية لنرمين وأبرز إنجازاتها. قالت: “بدأت حياتي المهنية في إحدى شركات المقاولات الكبرى في مصر. كنت المهندسة الوحيدة في فريق العمل في البداية، وهو ما شكل تحديًا كبيرًا.”

وأضافت: “مع مرور الوقت، تمكنت من إثبات كفاءتي وقدراتي. شاركت في العديد من المشاريع الكبرى، بما في ذلك تصميم وتنفيذ عدد من الجسور والأبراج السكنية. كان أحد أبرز إنجازاتي هو قيادة فريق العمل في مشروع إعادة تأهيل أحد الجسور التاريخية في القاهرة.”

التحديات التي تواجه المرأة في مجال الهندسة

عند سؤالها عن التحديات الخاصة التي تواجه المرأة في مجال الهندسة، أجابت نرمين: “رغم التقدم الكبير الذي أحرزناه، لا تزال هناك تحديات عديدة. أحد أبرز هذه التحديات هو التمييز غير المباشر في بيئة العمل. فهناك من يشكك في قدرة المرأة على تحمل ضغوط العمل في المواقع الإنشائية أو قيادة فرق العمل الكبيرة.”

وأضافت فى مجلة المرأة اليوم: “كما أن التوازن بين الحياة المهنية والشخصية يمثل تحديًا كبيرًا، خاصة للمهندسات المتزوجات وأمهات الأطفال. ساعات العمل الطويلة والسفر المتكرر قد يشكلان ضغطًا إضافيًا على المرأة.”

استراتيجيات النجاح

شاركت نرمين استراتيجياتها للنجاح في هذا المجال الصعب. قالت: “أولًا وقبل كل شيء، الثقة بالنفس أمر حاسم. يجب أن تؤمن المرأة بقدراتها وأن تكون مستعدة لإثبات نفسها باستمرار.”

وأضافت: “ثانيًا، التعلم المستمر ضروري. التكنولوجيا في مجال الهندسة تتطور بسرعة كبيرة، ويجب أن نكون دائمًا على اطلاع بأحدث التطورات.”

“ثالثًا، بناء شبكة علاقات مهنية قوية أمر بالغ الأهمية. التواصل مع الزملاء والمشاركة في المؤتمرات والفعاليات المهنية يفتح العديد من الفرص.”

دور المرأة في تطوير قطاع الهندسة

تحدثت نرمين فى مجلة المرأة اليوم، عن رؤيتها لدور المرأة في تطوير قطاع الهندسة. قالت: “أعتقد أن المرأة لديها الكثير لتقدمه لهذا المجال. نحن نجلب وجهات نظر مختلفة ومهارات فريدة يمكن أن تساهم في ابتكار حلول إبداعية للتحديات الهندسية.”

وأضافت: “على سبيل المثال، في مجال التصميم العمراني، غالبًا ما تكون المرأة أكثر حساسية لاحتياجات الأسرة والمجتمع، مما يؤدي إلى تصاميم أكثر شمولية وملاءمة للجميع.”

الابتكار والتكنولوجيا

تطرقت المقابلة إلى موضوع الابتكار والتكنولوجيا في مجال الهندسة. قالت نرمين: “نحن نعيش في عصر الثورة الصناعية الرابعة، حيث تلعب التكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز دورًا متزايد الأهمية في مجال الهندسة.”

وأضافت: “أشجع جميع المهندسات الشابات على الانخراط في هذه المجالات الجديدة. هناك فرص هائلة للابتكار والريادة في مجالات مثل المدن الذكية والبناء المستدام والطاقة المتجددة.”

التوازن بين العمل والحياة الشخصية

ناقشت نرمين فى مجلة المرأة اليوم، التحدي الكبير المتمثل في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. قالت: “هذا بالتأكيد أحد أكبر التحديات التي واجهتها في حياتي المهنية. كامرأة متزوجة وأم، كان عليّ أن أتعلم كيفية الموازنة بين متطلبات العمل ومسؤوليات الأسرة.”

وأضافت: “الدعم الأسري كان حاسمًا في نجاحي. زوجي كان دائمًا داعمًا لمسيرتي المهنية، وتشاركنا المسؤوليات المنزلية. كما أن وجود نظام دعم قوي، سواء من العائلة أو من خلال خدمات رعاية الأطفال الموثوقة، أمر ضروري للمرأة العاملة.”

نصائح للمهندسات الشابات

قدمت نرمين مجموعة من النصائح القيمة للمهندسات الشابات:

1. “آمني بنفسك وبقدراتك. لا تدعي أحدًا يقنعك بأنك أقل كفاءة لمجرد أنك امرأة.”
2. “استمري في التعلم والتطور. المعرفة هي أقوى سلاح في مواجهة التحديات.”
3. “ابني شبكة علاقات مهنية قوية. تواصلي مع زميلات وزملاء في المجال وشاركي في الفعاليات المهنية.”
4. “لا تخافي من المطالبة بحقوقك في مكان العمل، سواء فيما يتعلق بالأجر أو فرص الترقية.”
5. “حاولي إيجاد التوازن بين حياتك المهنية والشخصية. النجاح في العمل لا يعني إهمال جوانب حياتك الأخرى.”

مشاريع المستقبل

تحدثت نرمين فى مجلة المرأة اليوم، عن طموحاتها ومشاريعها المستقبلية. قالت: “أحد أهم أهدافي هو إنشاء مؤسسة لدعم وتمكين المهندسات الشابات. أريد أن أوفر التوجيه والتدريب والدعم اللازم لمساعدة الجيل القادم من المهندسات على تحقيق أحلامهن.”

وأضافت: “كما أنني أعمل على مشروع بحثي يركز على تطوير مواد بناء مستدامة وصديقة للبيئة. أعتقد أن هذا المجال سيكون له تأثير كبير على مستقبل صناعة البناء والتشييد.”

رسالة إلى المجتمع

في ختام المقابلة، وجهت نرمين رسالة إلى المجتمع ككل. قالت: “أود أن أرى مجتمعًا يقدر ويشجع مساهمات المرأة في جميع المجالات، وخاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. نحن بحاجة إلى تغيير الصور النمطية وتشجيع الفتيات منذ الصغر على استكشاف هذه المجالات.”

وأضافت: “كما أدعو الشركات والمؤسسات إلى تبني سياسات أكثر شمولية وداعمة للمرأة. توفير بيئة عمل متوازنة وفرص متكافئة للجميع سيعود بالنفع على الجميع في النهاية.”

الختام: نظرة تفاؤلية للمستقبل

اختتمت نرمين بليغ المقابلة فى مجلة المرأة اليوم، بنظرة تفاؤلية للمستقبل. قالت: “رغم التحديات، أنا متفائلة جدًا بمستقبل المرأة في مجال الهندسة. أرى المزيد والمزيد من الفتيات يدخلن هذا المجال بثقة وطموح، وهذا يبشر بالخير.”

وأضافت: “أعتقد أن التنوع في مجال الهندسة سيؤدي إلى ابتكارات أكثر وحلول أفضل للتحديات التي نواجهها كمجتمع. المستقبل مشرق، وأنا متحمسة لرؤية ما سيحققه الجيل القادم من المهندسات.”

في الختام، قدمت هذه المقابلة الشاملة مع المهندسة نرمين بليغ في مجلة المرأة اليوم نظرة عميقة وملهمة لتجربة المرأة في مجال الهندسة. إنها دعوة للتفكير والعمل من أجل تحقيق المساواة والتمكين في هذا القطاع الحيوي، و