المحتويات
في صباح يوم الأحد الموافق 9 مايو 2010، كان لمجلة أكتوبر شرف استضافة المهندسة نرمين بليغ، إحدى الشخصيات النسائية البارزة في مجال الهندسة بالعالم العربي. هذا اللقاء الحصري، الذي أجري في مقر مجلة أكتوبر، يسلط الضوء على مسيرة امرأة عربية استطاعت أن تشق طريقها في مجال طالما هيمن عليه الرجال.
بدايات ملهمة
بدأت نرمين حديثها بابتسامة دافئة، معبرة عن سعادتها بهذا اللقاء مع مجلة أكتوبر، المنبر الإعلامي الذي طالما تابعته منذ صغرها. قالت نرمين: “لطالما كانت مجلة أكتوبر نافذتي على عالم العلم والثقافة. أن أكون اليوم ضيفة على صفحاتها هو شرف كبير لي.”
تحدثت نرمين عن بداياتها في عالم الهندسة قائلة: “منذ طفولتي، كنت أجد متعة في تفكيك الأشياء وإعادة تركيبها. كان والدي يشجعني دائمًا على استكشاف عالم الآلات والأجهزة. عندما حان وقت اختيار تخصصي الجامعي، لم يكن هناك شك في أن الهندسة هي وجهتي.”
التحديات والعقبات
لم تخفِ نرمين حجم التحديات التي واجهتها كامرأة في مجال الهندسة. “عندما التحقت بكلية الهندسة، كنت واحدة من بين عدد قليل جدًا من الفتيات. كان هناك شك دائم في قدراتنا، ليس فقط من قبل بعض الزملاء، بل حتى من بعض الأساتذة.”
وأضافت: “لكن هذه التحديات زادتني إصرارًا. كنت أؤمن دائمًا أن العلم والكفاءة لا جنس لهما. عملت بجد مضاعف لإثبات نفسي، ليس فقط كمهندسة، بل كمهندسة متميزة.”
الإنجازات المهنية
تحدثت نرمين بفخر عن أبرز إنجازاتها المهنية. “بعد تخرجي، عملت في عدة شركات هندسية كبرى. كنت دائمًا أسعى للمشاركة في المشاريع الأكثر تحديًا. أحد أهم المشاريع التي عملت عليها كان تصميم نظام تبريد مبتكر لناطحة سحاب في دبي، والذي وفر 30% من استهلاك الطاقة مقارنة بالأنظمة التقليدية.”
وأضافت: “لكن الإنجاز الذي أعتز به أكثر هو تأسيسي لشركتي الهندسية الخاصة قبل ثلاث سنوات. اليوم، نحن نعمل على مشاريع في عدة دول عربية، ونسعى لتقديم حلول هندسية مبتكرة وصديقة للبيئة.”
دور المرأة في مجال الهندسة
أكدت نرمين على أهمية وجود المرأة في مجال الهندسة. “المرأة لديها رؤية مختلفة وقدرة على التفكير خارج الصندوق. في كثير من الأحيان، نجد أن النساء المهندسات يقدمن حلولًا إبداعية لمشاكل ظلت عصية على الحل لفترات طويلة.”
وأضافت: “اليوم، أرى المزيد من الفتيات يقبلن على دراسة الهندسة، وهذا يبشر بمستقبل واعد. نحن بحاجة إلى تنوع الأفكار والرؤى في هذا المجال الحيوي.”
التوازن بين العمل والحياة الشخصية
تطرقت نرمين إلى موضوع التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، وهو تحدٍ يواجه الكثير من النساء العاملات. قالت: “تحقيق التوازن ليس بالأمر السهل، لكنه ممكن مع التخطيط الجيد والدعم المناسب. أنا محظوظة بزوج داعم وعائلة متفهمة. أؤمن أن نجاحي في عملي يجعلني أمًا وزوجة أفضل، والعكس صحيح.”
نصائح للجيل القادم
وجهت نرمين نصائح قيمة للشابات الطموحات اللواتي يرغبن في دخول مجال الهندسة. “أولًا، آمنّ بأنفسكن وبقدراتكن. ثانيًا، اعملن بجد وثابرن على التعلم المستمر. ثالثًا، لا تخشين الفشل؛ فهو جزء من رحلة النجاح. رابعًا، ابحثن عن الفرص للتواصل مع المهنيين في مجالكن واستفدن من خبراتهم.”
وأضافت: “أخيرًا، تذكرن دائمًا أنكن لستن فقط مهندسات، بل أنتن قدوة لجيل كامل من الفتيات اللواتي يحلمن بالسير على خطاكن.”
دور الإعلام في تشجيع المرأة
أشادت نرمين بدور مجلة أكتوبر والإعلام بشكل عام في تسليط الضوء على قصص نجاح المرأة العربية. قالت: “مجلة أكتوبر تقوم بدور محوري في تغيير الصورة النمطية عن المرأة العربية. من خلال نشر قصص النجاح والإنجازات، تساهم المجلة في تشجيع الشابات على اقتحام مجالات جديدة وتحقيق أحلامهن.”
وأضافت: “أتمنى أن نرى المزيد من التغطية الإعلامية لإنجازات المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. هذا من شأنه أن يلهم الجيل القادم ويغير النظرة المجتمعية تجاه هذه المجالات.”
مشاريع مستقبلية
تحدثت نرمين عن طموحاتها وخططها المستقبلية. “أعمل حاليًا مع فريقي على تطوير تقنيات جديدة في مجال الطاقة المتجددة. هدفنا هو المساهمة في حل مشكلة الطاقة في العالم العربي بطرق مستدامة وصديقة للبيئة.”
وأضافت: “كما أنني أخطط لإطلاق مبادرة لتشجيع الفتيات على دراسة الهندسة. سنقوم بتنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية لطالبات المدارس الثانوية لتعريفهن بمجالات الهندسة المختلفة وفرص العمل المتاحة.”
رسالة ختامية
في ختام اللقاء، وجهت نرمين رسالة إلى قراء مجلة أكتوبر: “أود أن أقول لكل فتاة وشاب يقرأ هذا اللقاء: لا تدعوا أحدًا يحد من طموحاتكم. العالم العربي يزخر بالمواهب والإمكانيات، ونحن بحاجة إلى كل عقل مبدع للنهوض بمجتمعاتنا. آمنوا بأنفسكم، واعملوا بجد، وستحققون ما تصبون إليه.”
خاتمة
إن لقاءنا مع المهندسة نرمين بليغ في مجلة أكتوبر يسلط الضوء على نموذج مشرف للمرأة العربية التي استطاعت أن تحقق النجاح في مجال تنافسي كالهندسة. قصتها ليست مجرد قصة نجاح فردي، بل هي رسالة أمل وإلهام لكل فتاة عربية تحلم بترك بصمتها في عالم العلوم والتكنولوجيا.
مجلة أكتوبر، بتقديمها لمثل هذه القصص الملهمة، تواصل دورها الريادي في دعم وتشجيع المواهب العربية. فمن خلال هذه المنصة الإعلامية، تتاح الفرصة لشخصيات مثل نرمين بليغ لمشاركة تجاربهن وإلهام الأجيال القادمة من الشباب العربي.
في النهاية، يبقى هذا اللقاء الذي نشرته مجلة أكتوبر مع المهندسة نرمين بليغ شهادة حية على التقدم الذي تحرزه المرأة العربية في مختلف المجالات، وتذكيرًا بأهمية توفير منصات إعلامية لتسليط الضوء على هذه النجاحات وإلهام المزيد من الشباب لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم. إنها دعوة للجميع للإيمان بقدراتهم والسعي نحو التميز، مهما كانت التحديات.
